... ضــــاعـوا

Posted by Bullet | | Posted On Thursday, October 28, 2010 at Thursday, October 28, 2010



كان يوماً كئيبا, محموما , منحوسا , ودمو تقيل ! عذرا على هذه البداية  , ولكنها الحقيقة و أنا لأريد شيئا غير الحقيقة من غير تزوير و لا تدليس , أُخرجها من بؤبؤ من لعبوا بها و تقيأتهم الكرامة فما خجلوا و ما تعبوا . أنا أصف الحقيقة وبدي ياها والسما زرقا !
مش راح نحكي عن المحكمة الدولية اليوم ع فكرة !
تبدأ محاضرتي عند الساعة 9:30 صباحا , لكن بسبب فيروس الغباء المنتشر بشكل طاعوني هذة الأيام , وجدت نفسي أمام بوابة الجامعة الساعة 7:30 صباحا ! انتظار قاتل في قاعات العمى والدبب , قصدي العلم و الأدب حتى تبدأ المحاضرة . صارت الساعة عشرة يا بنات !! لم يحضر الدكتور في موعد المحاضرة , تململن , تمكيجن , ثرثرن , قهقهن , و حضرتنا فضلت ثني ذراعيها و احتضان رأسها لينام !
دوّت من بعدها صرخة " بنات الدكتور ماراح يجي وناسة"!! كرنفلّن ! ووحدها الغارقة في أحلامها قالت : ليش يعني مابيعطونا خبر , شاحطينا من آطراف جهنم لجامعتهم المقدسة ع الفاضي ! ماتواخذوها فالنائم مرفوع عنه القلـم ...
ضاع الوقت , وفي انتظار المحاضرة الثانية التي تبدأ عند الساعة الواحدة ظهرا ونقضي فيها كرفا حتى الساعة الثالثة , بدأت ملامح الجوع تظهر , " خلونا نروح ع الكافيتيريا " , فإذا بها طوابير الكافرات من الجوع قد اصطففن و قتلتهن الحرارة . جامعة في دولة تخرخر نفط  , مكونة من ثلاثة مباني و خمسة أقسام بتسرح فيها الحمير الضايعة , لا يوجد فيها سوى كافيتيريا واحدة للكل و في أقصى زاوية فيها ! صدمـة ؟ هذة هي الحقيقة !
" خلاص راح نطلب من مطعم من بره " اقترحت صديقتي و هززنا رؤوسنا بالموافقة . وبعد ضيعان قاتل من الوقت , وبين الكر والفر بين سعر الطلبية من المطعم و كيفية دخولها واستلامها و المحفظة ما هدأت وهي تدخل وتخرج من الحقيبة لندفع ثمن الوجبة , خرجنا من القاعة لنأكل خارجا بهالجو الربيعي !!
وصلت أخيراً وقد بلغ الجوع منا مبلغه . بدأن ببسم الله ثم جعدت شفتي ورفعت حاجبي أنا وصديقتي " شو كيف نحنا مامنشرب كوكا كولا , مابدنا راح نروح نشتري عصير من الكافتيريا "  
وهنا كانت الصدمة ! " وين المحفظة " ؟  .. عليه العوض ومنه العوض , بحححح !!
انشغلت باقي الأخوات بالأكل و وحدي وصديقتي هرولنا لنفس المبنى والقاعة التي كنا فيها لعلنا نجد شيئا لانه لم يمضي على مغادرتنا منها سوى 5 دقائق .. لكن يبدو أن الخمسة دقائق كفيلة بأن تُخفي دبوسا وقع على الأرض وليس فقط محفظة ! .. هذه هي الحقيقة يا أصدقائي ):
" ضـاعت " !!  , ركض على مكتب الأمن حيث يتم التبليغ عن المفقودات  , " فيها شي مهم " ؟ , " أي , مصاري ( أجرة الباص 400 ريال + مبلغ بسيط ) و بطاقتي الجامعية ( وفيها الصورة الشخصية)  و صورة حبيبي ( ماتروحو لبعيد ههههه , صورة رائعة لسماحة السيد ) "
أيا معترة !!!
عدنا للمكان الذي كنا فيه , و بدأت صديقاتي بواجب العزاء و السب والشتيمة والدعاء على من سرقتها . علفت ما كنت قد طلبته . لحظات وإذ بفتاة أنيقة مرتبة و ضعت حقيبتها على الأرض  بشكل ملفت للنظر و كل الرؤوس استدارت لترى ماذا يجري .
عرَفت بنفسها قائله : أنا الدكتورة فلانه بنت فلان وذكرت نسبها الى جدها الخامس  ثم أردفت قائله : أنا سعودية سنية بدوية , على حسب توصيفها . وبدأت تتحدث . بالمناسبة هي من طالبات سنة أولى وهي طالبة وليست دكتورة كما ذكرت . الكل ينظر إليها , بعضهن تجمعن , ضحكن , تمسخرن , تسالن , والبعض قبلن ايديهن وش وقفا يحمدن الله على نعمة العقل , و منهن من هربن خوفا , وحضرتنا بحلقت فيها لتسمع ماذا ستقول . كانت واثقة جدا من نفسها وكلماتها كانت منمقة و موزونة ولم تكترث بادئ الأمر ممن قهقهن عليها . قالت أنها داعية و تحب الإنشاد و عندها رسالة تريد إيصالها ( و على عهده الراوي بيقولو انها أمس كانت عم تغني أغنية مشهورة بقسم اللغة العربية , هذا والله أعلم ! ) ما علينا ..
دقائق  , و لأننا قومُ نعشق الأكشن و المسخرة على خلق رب العالمين , و امتلئت الساحة بالطالبات المتفرجات حتى أن البعض قد هاتفن صديقاتهن ليحضرن هذا الحدث العظيم !
زاد عدد الحضور و زدادت عبارات الأستهزاء والقهقهات تتعالى و صرخت احداهن بنبرة من شرب لتوه كاسا من الويسكي " هاهاهاهاااااي , جتها الحالة " , غضبت " الداعية" و تحشرج صوتها من دمعة مخنوقة " أنتو وش دخلكم , اللي مايبي يسمع يقوم , غيركم يبي يسمع , وش ذا جاتها الحالة و سفيه ومادري شنو , بس رغم كل هذا أنا أعاملكم مثل خواتي و أنا من كل قلبي مسامحتكم " .
خنقتها العبرة و حملت أغراضها وذهبت ! و ضرب المكان صمت عجيب ! بعدها كانت محور الحديث عند كل من قابلته ! . من يعرفونها قالوا أنها كانت من الطالبات المثاليات أيام الثانوية و كُرمت من عده دعاة و لكنها فجأة انتكست لأنها انصدمت بواقع الجامعة وعدم الاهتمام بموهبتها لأن البعض كان يقول أنها كانت شاعرة , هذا والله أعلم !
ضاع منها العقل في مكان يفترض أن يكون هو من ينشئ و يقدس و يحتضن هذه العقول. بعدها أخذتني دوامة الأفكار و صفنت لدرجة التصنُم !
بعدها وعيت واذا بصديقاتي يسألونني عن رأيي بما حدث , و هل أأويد ما جرى , ولماذا فعلت هذة الفتاة الأنيقة هذا التصرف و هل هي فعلا كما قلن " فيها حالة " ؟
عم يسألوني كاني بقربلها أنا !!! ما بلومهم شايفيني كيف ضاع عقلي كذا مرة , عم يستفيدو من خبرتي يمكن هههههه ما علينا ..
الساعة الواحدة ..ذهبنا لانتظار المحاضرة الثانية  , صارت الساعة 2 و ماشرف حضرتو . انتظرنا و لكن دون جدوى , وانتهى اليوم بلا محاضرات !!
ضاع الوقت .. ذهبنا مرة أخرى لمكتب الأمن لعل من أخذت المحفظة عاد لها الضمير و أرجعتها أو حتى رمتها , لكن كان الجواب لم نستلم شيئا الى الآن ..
وأنا في الطريق رأيت أحدى الأخوات اللاتي هن معي في نفس الباص تبكي ! و والله لو سمعت الجبال صوت بكائها لخرت ! كانت تبكي بحرقة و قلبها يكاد أن ينفطر من شدة البكاء .
ولعدم معرفتي بها جيدا مررت ولم أكلف خاطري أن انحني و أسألها ما يبكيها !!!
ضاع مني القلب والإحساس ! و أنا التي لا اطيق أن أرى أحدا من حولي يبكي أو أن أٌبكي أحدا و ينهشني الألم إن فعلت. لكني تحسست الجهة اليسرى من صدري فلم أجد شيئا ! فما استغربت فعلتي هذه !
أيييه كان يوم الضياع بإمتياز , ضاع مني الوقت و المال, و العقل و القلب !



Thursday, October 28, 2010

... ضــــاعـوا

Posted by Bullet at Thursday, October 28, 2010 10 comments


كان يوماً كئيبا, محموما , منحوسا , ودمو تقيل ! عذرا على هذه البداية  , ولكنها الحقيقة و أنا لأريد شيئا غير الحقيقة من غير تزوير و لا تدليس , أُخرجها من بؤبؤ من لعبوا بها و تقيأتهم الكرامة فما خجلوا و ما تعبوا . أنا أصف الحقيقة وبدي ياها والسما زرقا !
مش راح نحكي عن المحكمة الدولية اليوم ع فكرة !
تبدأ محاضرتي عند الساعة 9:30 صباحا , لكن بسبب فيروس الغباء المنتشر بشكل طاعوني هذة الأيام , وجدت نفسي أمام بوابة الجامعة الساعة 7:30 صباحا ! انتظار قاتل في قاعات العمى والدبب , قصدي العلم و الأدب حتى تبدأ المحاضرة . صارت الساعة عشرة يا بنات !! لم يحضر الدكتور في موعد المحاضرة , تململن , تمكيجن , ثرثرن , قهقهن , و حضرتنا فضلت ثني ذراعيها و احتضان رأسها لينام !
دوّت من بعدها صرخة " بنات الدكتور ماراح يجي وناسة"!! كرنفلّن ! ووحدها الغارقة في أحلامها قالت : ليش يعني مابيعطونا خبر , شاحطينا من آطراف جهنم لجامعتهم المقدسة ع الفاضي ! ماتواخذوها فالنائم مرفوع عنه القلـم ...
ضاع الوقت , وفي انتظار المحاضرة الثانية التي تبدأ عند الساعة الواحدة ظهرا ونقضي فيها كرفا حتى الساعة الثالثة , بدأت ملامح الجوع تظهر , " خلونا نروح ع الكافيتيريا " , فإذا بها طوابير الكافرات من الجوع قد اصطففن و قتلتهن الحرارة . جامعة في دولة تخرخر نفط  , مكونة من ثلاثة مباني و خمسة أقسام بتسرح فيها الحمير الضايعة , لا يوجد فيها سوى كافيتيريا واحدة للكل و في أقصى زاوية فيها ! صدمـة ؟ هذة هي الحقيقة !
" خلاص راح نطلب من مطعم من بره " اقترحت صديقتي و هززنا رؤوسنا بالموافقة . وبعد ضيعان قاتل من الوقت , وبين الكر والفر بين سعر الطلبية من المطعم و كيفية دخولها واستلامها و المحفظة ما هدأت وهي تدخل وتخرج من الحقيبة لندفع ثمن الوجبة , خرجنا من القاعة لنأكل خارجا بهالجو الربيعي !!
وصلت أخيراً وقد بلغ الجوع منا مبلغه . بدأن ببسم الله ثم جعدت شفتي ورفعت حاجبي أنا وصديقتي " شو كيف نحنا مامنشرب كوكا كولا , مابدنا راح نروح نشتري عصير من الكافتيريا "  
وهنا كانت الصدمة ! " وين المحفظة " ؟  .. عليه العوض ومنه العوض , بحححح !!
انشغلت باقي الأخوات بالأكل و وحدي وصديقتي هرولنا لنفس المبنى والقاعة التي كنا فيها لعلنا نجد شيئا لانه لم يمضي على مغادرتنا منها سوى 5 دقائق .. لكن يبدو أن الخمسة دقائق كفيلة بأن تُخفي دبوسا وقع على الأرض وليس فقط محفظة ! .. هذه هي الحقيقة يا أصدقائي ):
" ضـاعت " !!  , ركض على مكتب الأمن حيث يتم التبليغ عن المفقودات  , " فيها شي مهم " ؟ , " أي , مصاري ( أجرة الباص 400 ريال + مبلغ بسيط ) و بطاقتي الجامعية ( وفيها الصورة الشخصية)  و صورة حبيبي ( ماتروحو لبعيد ههههه , صورة رائعة لسماحة السيد ) "
أيا معترة !!!
عدنا للمكان الذي كنا فيه , و بدأت صديقاتي بواجب العزاء و السب والشتيمة والدعاء على من سرقتها . علفت ما كنت قد طلبته . لحظات وإذ بفتاة أنيقة مرتبة و ضعت حقيبتها على الأرض  بشكل ملفت للنظر و كل الرؤوس استدارت لترى ماذا يجري .
عرَفت بنفسها قائله : أنا الدكتورة فلانه بنت فلان وذكرت نسبها الى جدها الخامس  ثم أردفت قائله : أنا سعودية سنية بدوية , على حسب توصيفها . وبدأت تتحدث . بالمناسبة هي من طالبات سنة أولى وهي طالبة وليست دكتورة كما ذكرت . الكل ينظر إليها , بعضهن تجمعن , ضحكن , تمسخرن , تسالن , والبعض قبلن ايديهن وش وقفا يحمدن الله على نعمة العقل , و منهن من هربن خوفا , وحضرتنا بحلقت فيها لتسمع ماذا ستقول . كانت واثقة جدا من نفسها وكلماتها كانت منمقة و موزونة ولم تكترث بادئ الأمر ممن قهقهن عليها . قالت أنها داعية و تحب الإنشاد و عندها رسالة تريد إيصالها ( و على عهده الراوي بيقولو انها أمس كانت عم تغني أغنية مشهورة بقسم اللغة العربية , هذا والله أعلم ! ) ما علينا ..
دقائق  , و لأننا قومُ نعشق الأكشن و المسخرة على خلق رب العالمين , و امتلئت الساحة بالطالبات المتفرجات حتى أن البعض قد هاتفن صديقاتهن ليحضرن هذا الحدث العظيم !
زاد عدد الحضور و زدادت عبارات الأستهزاء والقهقهات تتعالى و صرخت احداهن بنبرة من شرب لتوه كاسا من الويسكي " هاهاهاهاااااي , جتها الحالة " , غضبت " الداعية" و تحشرج صوتها من دمعة مخنوقة " أنتو وش دخلكم , اللي مايبي يسمع يقوم , غيركم يبي يسمع , وش ذا جاتها الحالة و سفيه ومادري شنو , بس رغم كل هذا أنا أعاملكم مثل خواتي و أنا من كل قلبي مسامحتكم " .
خنقتها العبرة و حملت أغراضها وذهبت ! و ضرب المكان صمت عجيب ! بعدها كانت محور الحديث عند كل من قابلته ! . من يعرفونها قالوا أنها كانت من الطالبات المثاليات أيام الثانوية و كُرمت من عده دعاة و لكنها فجأة انتكست لأنها انصدمت بواقع الجامعة وعدم الاهتمام بموهبتها لأن البعض كان يقول أنها كانت شاعرة , هذا والله أعلم !
ضاع منها العقل في مكان يفترض أن يكون هو من ينشئ و يقدس و يحتضن هذه العقول. بعدها أخذتني دوامة الأفكار و صفنت لدرجة التصنُم !
بعدها وعيت واذا بصديقاتي يسألونني عن رأيي بما حدث , و هل أأويد ما جرى , ولماذا فعلت هذة الفتاة الأنيقة هذا التصرف و هل هي فعلا كما قلن " فيها حالة " ؟
عم يسألوني كاني بقربلها أنا !!! ما بلومهم شايفيني كيف ضاع عقلي كذا مرة , عم يستفيدو من خبرتي يمكن هههههه ما علينا ..
الساعة الواحدة ..ذهبنا لانتظار المحاضرة الثانية  , صارت الساعة 2 و ماشرف حضرتو . انتظرنا و لكن دون جدوى , وانتهى اليوم بلا محاضرات !!
ضاع الوقت .. ذهبنا مرة أخرى لمكتب الأمن لعل من أخذت المحفظة عاد لها الضمير و أرجعتها أو حتى رمتها , لكن كان الجواب لم نستلم شيئا الى الآن ..
وأنا في الطريق رأيت أحدى الأخوات اللاتي هن معي في نفس الباص تبكي ! و والله لو سمعت الجبال صوت بكائها لخرت ! كانت تبكي بحرقة و قلبها يكاد أن ينفطر من شدة البكاء .
ولعدم معرفتي بها جيدا مررت ولم أكلف خاطري أن انحني و أسألها ما يبكيها !!!
ضاع مني القلب والإحساس ! و أنا التي لا اطيق أن أرى أحدا من حولي يبكي أو أن أٌبكي أحدا و ينهشني الألم إن فعلت. لكني تحسست الجهة اليسرى من صدري فلم أجد شيئا ! فما استغربت فعلتي هذه !
أيييه كان يوم الضياع بإمتياز , ضاع مني الوقت و المال, و العقل و القلب !