! نعم.. يومها تمنيت أن أكون أسيرة

Posted by Bullet | | Posted On Monday, July 18, 2011 at Monday, July 18, 2011



كنت كلنا فتحت دفتري المسكين لأخربش فيه و لا زلت – أعانه الله – أكتب تحت ما تقترفه يداي " الأسيرة المحررة" . فمنذ بداية مشوار العشق لهذا النهج المقاوم  كنت أتابع وأقرأ وأشاهد ما كان يتعرض له الأسرى في سجون العدو الصهيوني وكنت يومها في الرابعة عشر من عمري تقريبا – لست أذكر بالضبط- كنت أتابع برنامجاً على قناة المنار إسمه " زغردة الجراح" وكان يعرض بمشاهد تمثيلية كيف يُعذب الأسرى تحت سياط الوحشية التي تسكن جنود العدو وعملائه. دُهشت وبكيت وتألمت وكنت كلما سنحت لي الفرصة للمشاركة في أي نشاط أو مسابقة اُذكر بعذابات هؤلاء الأسرى واتبنى قضيتهم وكنت أتطاير فرحا عندما أرى عمليات تبادل وأراهم قد تحرروا فأتخذت حينها من هذا اللقب رفيقا لي ففي أسرهم أنا أسيرة وفي حريتهم حرية لي .
سمير القنطار .. كان اسما يعني لي الكثير وكان كلما إزداد العدو تعنتا وتأكيدا بأنه لن يبصر النور في حياته وما خروجه إلا من الأحلام , يأتي صوت ابن المصطفى مؤكدا بأن خروج سمير بات قريباً جداً فأزداد يقيناً.
في 12 تموز 2006 قامت المقاومة بأسر جندين اسرائيلين إيمانا منها بأن هذا العدو لا يفهم إلا لغة القوة وأن لا سبيل لتحرير اسرانا سوى أسر بعضٍ من أوباشهم فلا  اللافتات و لا الكرافات و لا الدموع و لا تقبيل الوجنات بقادر على أن يعيد حتى نصف جثة لشهيد قضى وتم احتجاز جثته فضلا عن الأحياء.
قال الأغبياء منا يومها بإن ماجرى " مغامرة" ونفسهم هؤلاء إلى الآن وجوههم مسودة بعد إنتصار المقاومة وإقرار الحمقاء " إسرائيل" بالهزيمة.
في تموز 2008 عاد سمير ورفاقة المجاهدون مرفوعي الهامات واستُقبلوا أبطالاً.


لن أكتب هنا عن مشاعري التي اختلطت في بعضها بمجرد رؤية سمير القنطار ورفاقه وهم يدخلون من معبر الناقورة الحدودي, فقط أتذكر اني كدت أن أقتل أختي – المعترة- من كُثر ما ضممتها ونكزتها و قبضت على يديها وكتفها بكل ما أوتيت من قوة كلما رأيت شيئاً وكنت أصرخ وأقول " شوفي سمير سمير رجعوا شوفيهم شوفيهم" !!
وأحلى مافي الأمر والذي جعلني أقفز كالمجانين ضحكاً هو هذا :


الله شو برد قلبي , الله شو شمتت فيهم ! نحنا عم نضحك ونغني ومنتصرين وهني عم يبكوا ويتألموا ومهزومين ..
كان يوماً عظيماً وتاريخياً بإمتياز ,, بس كان أبدا مش طبيعي لما صارت هالمفاجأة :

المشاعر كلها اختلط حابلها بنابلها! هوي كان بكي ع صريخ ع تنطيط ع تبويس ع تصفيق ..
وعد و وفى .. يومها تمنيت رغم ما يعانيه الأسرى من عذابات تمنيت لو كنت أسيرة و16 تموز هو يوم تحريري! وبالفعل أنا قد كنت أسيرة ومذ عرفت هذا النهج وأنا أحلق في سماء الحرية ...


Monday, July 18, 2011

! نعم.. يومها تمنيت أن أكون أسيرة

Posted by Bullet at Monday, July 18, 2011 6 comments


كنت كلنا فتحت دفتري المسكين لأخربش فيه و لا زلت – أعانه الله – أكتب تحت ما تقترفه يداي " الأسيرة المحررة" . فمنذ بداية مشوار العشق لهذا النهج المقاوم  كنت أتابع وأقرأ وأشاهد ما كان يتعرض له الأسرى في سجون العدو الصهيوني وكنت يومها في الرابعة عشر من عمري تقريبا – لست أذكر بالضبط- كنت أتابع برنامجاً على قناة المنار إسمه " زغردة الجراح" وكان يعرض بمشاهد تمثيلية كيف يُعذب الأسرى تحت سياط الوحشية التي تسكن جنود العدو وعملائه. دُهشت وبكيت وتألمت وكنت كلما سنحت لي الفرصة للمشاركة في أي نشاط أو مسابقة اُذكر بعذابات هؤلاء الأسرى واتبنى قضيتهم وكنت أتطاير فرحا عندما أرى عمليات تبادل وأراهم قد تحرروا فأتخذت حينها من هذا اللقب رفيقا لي ففي أسرهم أنا أسيرة وفي حريتهم حرية لي .
سمير القنطار .. كان اسما يعني لي الكثير وكان كلما إزداد العدو تعنتا وتأكيدا بأنه لن يبصر النور في حياته وما خروجه إلا من الأحلام , يأتي صوت ابن المصطفى مؤكدا بأن خروج سمير بات قريباً جداً فأزداد يقيناً.
في 12 تموز 2006 قامت المقاومة بأسر جندين اسرائيلين إيمانا منها بأن هذا العدو لا يفهم إلا لغة القوة وأن لا سبيل لتحرير اسرانا سوى أسر بعضٍ من أوباشهم فلا  اللافتات و لا الكرافات و لا الدموع و لا تقبيل الوجنات بقادر على أن يعيد حتى نصف جثة لشهيد قضى وتم احتجاز جثته فضلا عن الأحياء.
قال الأغبياء منا يومها بإن ماجرى " مغامرة" ونفسهم هؤلاء إلى الآن وجوههم مسودة بعد إنتصار المقاومة وإقرار الحمقاء " إسرائيل" بالهزيمة.
في تموز 2008 عاد سمير ورفاقة المجاهدون مرفوعي الهامات واستُقبلوا أبطالاً.


لن أكتب هنا عن مشاعري التي اختلطت في بعضها بمجرد رؤية سمير القنطار ورفاقه وهم يدخلون من معبر الناقورة الحدودي, فقط أتذكر اني كدت أن أقتل أختي – المعترة- من كُثر ما ضممتها ونكزتها و قبضت على يديها وكتفها بكل ما أوتيت من قوة كلما رأيت شيئاً وكنت أصرخ وأقول " شوفي سمير سمير رجعوا شوفيهم شوفيهم" !!
وأحلى مافي الأمر والذي جعلني أقفز كالمجانين ضحكاً هو هذا :


الله شو برد قلبي , الله شو شمتت فيهم ! نحنا عم نضحك ونغني ومنتصرين وهني عم يبكوا ويتألموا ومهزومين ..
كان يوماً عظيماً وتاريخياً بإمتياز ,, بس كان أبدا مش طبيعي لما صارت هالمفاجأة :

المشاعر كلها اختلط حابلها بنابلها! هوي كان بكي ع صريخ ع تنطيط ع تبويس ع تصفيق ..
وعد و وفى .. يومها تمنيت رغم ما يعانيه الأسرى من عذابات تمنيت لو كنت أسيرة و16 تموز هو يوم تحريري! وبالفعل أنا قد كنت أسيرة ومذ عرفت هذا النهج وأنا أحلق في سماء الحرية ...