مــاتوا ...

Posted by Bullet | | Posted On Saturday, May 26, 2012 at Saturday, May 26, 2012





أدركت بأن حبنا مجنون , و لا يخلو حينما أفكر به من تقليب يدي وتقبيلها سخرية من أن نكون معاً ..
ما أتفه خيالاتي و ما أجبن قلبي ..
نعم هم !
كل يوم انظر لتلك النافذة عند الفجر و أسمع الأذان , يرجف قلبي وأقول لو ناديته يارب بحبيبي فهل ارتكبت أثما ؟ أو لو قبلته وعيناي مغمضتان فهل ستحرمني منه؟
لا فائدة ! أغوص في أحلامي و تشرق الشمس وأتأخر عن تلبية ندائك و أنا كلما تأخرت عنك أخرتني عنه ! أهكذا فعلا تعاقبني ربي ؟
استمع لتلك العصافير التي تعتلي غصون تلك الشجرة الذابلة , أنادي ذاك العصفور الواقف هناك
-          لو عطيتك ورقة بتوصلها لحبيبي ؟
رد بالإيجاب وفركت رأسه بسبابتي , طلبت منه أن ينتظر دقيقة , أخذت ورقة وقلم , أغلقت الستائر لكي لا يُرى النور , مسكت القلم باليمنى وخبأت يدي اليسرى الورقة .. وكتبت .
في رجله اليمنى ربطُها وانفلت الخيط مني مرتان لرجفة ما فارقت يداي .. انتظرت يومان وعاد العصفور محمولا بين أجنحة رفاقه .. مات ولم تصل !
هي خيبة الأمل وحدها التي اعتلتني, لكن ... عصفورة ! يا عصفورة ! ناديتها و ما استسلمت.
-          لو عطيتك ورقة بتوصليها لحبيبي ؟
وافقت وكما المرة الماضية في الظلام أعدت كتابتها , علقتها في رقبتها, أخذتها بين يدي وقبلتها في بطنها .. وطارت ..
أسبوع ولم أراها قد عادت .. " بس ما يكون ماتت؟ "
نعم .. ماتت ! وأرجعوها من دون الورقة .. 
تركت الجلوس على تلك النافذة ومشاهدة تلك العصافير الملعونة ! لكن شيئا ما كان يقول لي أن أدعو الله لكني كنت أشعر بأن دعواتي كما العصافير التي أرسلها ميتة !
هل يعاقبنا الله إن عشقنا ؟ ما يئست منك ربي , نعم ما يئست !
فتحت النافذة عند الفجر كالعادة وناديت عصفوراً كان ينظف دبره بمنقاره .. ناديته و بكسلٍ التفت لي , ابتسمت له فباغتني وقال : ما بوصل رسايل !
-          صحيح قليل حيا ! قول صباح الخير بالأول !
-          من الآخر ما بوصل .
شددته من ذيله  وطلبت منه الانتظار حتى احضر الورقة
-          هاتي لنشوف شو كاتبه ؟
-          لا !
غمزني وقال :اييه بعرفها حركاتكم , اكيد قصيدة لقباني !
-          ههههههههههه ما حزرت !
-          لكان أكيد ........... فعاجلت بربطها في منقاره ! أعطيته إشارة الذهاب , فطـار !
ساعات , و أيام , و أسابيع , و مر شهران ..
وعاد لي كمن سبقه .. ميتاً !
ما لذي أكتبه فيجعلها تموت ؟!
" فأما الأول فقيد في القدم وأما الثاني فقيد في العنق وأما الثالث فمكتوم النفس , وإنما هي قيودك , قيدّتِ القدم وإنما هو المكان الذي تقبعين فيه , وقيّدتِ العنق و إنما هو عنقك الذي تخافين قطعه لو كُشف أمركِ , وقيّدتِ موضع الفم , وإنما هو لسانك الذي يخاف المجادلة في حق وعشق أنتِ تطلبينه , قيدتهم فـ ماتوا ولو أنك كتبتِ تلك الأحرف  على جناحكِ أنتِ لـ وصلت ! "













Saturday, May 26, 2012

مــاتوا ...

Posted by Bullet at Saturday, May 26, 2012 0 comments




أدركت بأن حبنا مجنون , و لا يخلو حينما أفكر به من تقليب يدي وتقبيلها سخرية من أن نكون معاً ..
ما أتفه خيالاتي و ما أجبن قلبي ..
نعم هم !
كل يوم انظر لتلك النافذة عند الفجر و أسمع الأذان , يرجف قلبي وأقول لو ناديته يارب بحبيبي فهل ارتكبت أثما ؟ أو لو قبلته وعيناي مغمضتان فهل ستحرمني منه؟
لا فائدة ! أغوص في أحلامي و تشرق الشمس وأتأخر عن تلبية ندائك و أنا كلما تأخرت عنك أخرتني عنه ! أهكذا فعلا تعاقبني ربي ؟
استمع لتلك العصافير التي تعتلي غصون تلك الشجرة الذابلة , أنادي ذاك العصفور الواقف هناك
-          لو عطيتك ورقة بتوصلها لحبيبي ؟
رد بالإيجاب وفركت رأسه بسبابتي , طلبت منه أن ينتظر دقيقة , أخذت ورقة وقلم , أغلقت الستائر لكي لا يُرى النور , مسكت القلم باليمنى وخبأت يدي اليسرى الورقة .. وكتبت .
في رجله اليمنى ربطُها وانفلت الخيط مني مرتان لرجفة ما فارقت يداي .. انتظرت يومان وعاد العصفور محمولا بين أجنحة رفاقه .. مات ولم تصل !
هي خيبة الأمل وحدها التي اعتلتني, لكن ... عصفورة ! يا عصفورة ! ناديتها و ما استسلمت.
-          لو عطيتك ورقة بتوصليها لحبيبي ؟
وافقت وكما المرة الماضية في الظلام أعدت كتابتها , علقتها في رقبتها, أخذتها بين يدي وقبلتها في بطنها .. وطارت ..
أسبوع ولم أراها قد عادت .. " بس ما يكون ماتت؟ "
نعم .. ماتت ! وأرجعوها من دون الورقة .. 
تركت الجلوس على تلك النافذة ومشاهدة تلك العصافير الملعونة ! لكن شيئا ما كان يقول لي أن أدعو الله لكني كنت أشعر بأن دعواتي كما العصافير التي أرسلها ميتة !
هل يعاقبنا الله إن عشقنا ؟ ما يئست منك ربي , نعم ما يئست !
فتحت النافذة عند الفجر كالعادة وناديت عصفوراً كان ينظف دبره بمنقاره .. ناديته و بكسلٍ التفت لي , ابتسمت له فباغتني وقال : ما بوصل رسايل !
-          صحيح قليل حيا ! قول صباح الخير بالأول !
-          من الآخر ما بوصل .
شددته من ذيله  وطلبت منه الانتظار حتى احضر الورقة
-          هاتي لنشوف شو كاتبه ؟
-          لا !
غمزني وقال :اييه بعرفها حركاتكم , اكيد قصيدة لقباني !
-          ههههههههههه ما حزرت !
-          لكان أكيد ........... فعاجلت بربطها في منقاره ! أعطيته إشارة الذهاب , فطـار !
ساعات , و أيام , و أسابيع , و مر شهران ..
وعاد لي كمن سبقه .. ميتاً !
ما لذي أكتبه فيجعلها تموت ؟!
" فأما الأول فقيد في القدم وأما الثاني فقيد في العنق وأما الثالث فمكتوم النفس , وإنما هي قيودك , قيدّتِ القدم وإنما هو المكان الذي تقبعين فيه , وقيّدتِ العنق و إنما هو عنقك الذي تخافين قطعه لو كُشف أمركِ , وقيّدتِ موضع الفم , وإنما هو لسانك الذي يخاف المجادلة في حق وعشق أنتِ تطلبينه , قيدتهم فـ ماتوا ولو أنك كتبتِ تلك الأحرف  على جناحكِ أنتِ لـ وصلت ! "